فصل: استيلاء ابن جهير على آمد.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.مسير ابن جهير إلى ديار بكر.

كان فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير من أهل الموصل واستخدم لجارية قرواش ثم لأخيه بركة وسار عنه بالعوائد إلى ملك الروم ثم استخدم لقريش بن بدران وأراد حبسه فاستجار ببعض بني عقيل ومضى إلى حلب فوزر لمعز الدولة أبي ثمال بن صالح ثم مضى إلى عطية ولحق منها بنصير الدولة بن مروان واستوزره وأصلح حال دولته ولما توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة دبر أمر ابنه نصر القائم بعده ثم هرب إلى بغداد سنة أربع وخمسين وأربعمائة استدعى منها للوزارة فوزر بعد محمد بن منصور بن دؤاد ثم تداول العزل والولاية مرات هو وابنه عميد الملك واستخدم لنظام الملك والسلطان طغرلبك وكان شفع عند الخليفة فلما عزل ابنه آخرا بعث عنه السلطان ونظام الملك وعن ابنه وجميع أقاربه وسار إليه بأصفهان ولقاه مبرة وتكريما وبعثه في العساكر لفتح ديار بكر وأخذها من يد بني مروان وأعطاه الآلات وأذن له أن يخطب لنفسه بعد السلطان وينقش اسمه على السكة فسار لذلك سنة ست وسبعين وأربعمائة.

.استيلاء ابن جهير على آمد.

قد ذكرنا مسير فخر الدولة بن جهير في العساكر إلى ديار بكر ثم أمده السلطان سنة سبع وسبعين وأربعمائة بأرتق بن أكسك في العساكر واستنجد نصر بن مروان شرف الدولة مسلم بن قريش على أن يعطيه آمد فأنجده وسار لمظاهرته فأقصر فخر الدولة بن جهير عن حربهم عصبة للعرب وخالفه أرتق وسار في الترك إليهم وهزمهم ولحق مسلم بآمد وحاصره بها فبذل المال لأرتق وخلص من أمره ولحق بالرقة وسار ابن جهير إلى ميافارقين فرجع عنه منصور بن مزيد وابنه صدقة ومن معهما من العرب وسار فخر الدولة المعروف بالقرم فنزل عليها وشد حصارها ونزل يوما بعض الحامية من السور وأخلى مكانه فوقف فيه بعض العامة ونادى بشعار السلطان واتبعه سائر الحامية بالسور وبعثوا إلى زعيم الرؤساء ابن جهير فركب إليهم وملك البلد وذلك سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ونصب أهل البلد بيوت النصارى الذين كانوا يستخدمون لبني مروان في الجبايات وانتقموا منهم والله أعلم.

.استيلاء ابن جهير على ميافارقين وجزيرة ابن عمر وانقراض دولة بني مروان.

كان فخر الدولة بن جهير لما بعث ابنه إلى آمد سار هو إلى ميافارقين وأقام على حصارها منذ سنة سبع وسبعين وأربعمائة وجاءه سعد الدولة كوهرايين مددا واشتد الحصار وانثلم السور في بعض الأيام فنادى أهلها بشعار ملك شاه ودخل فخر الدولة وملك البلد واستولى على أموال بني مروان وذخائرهم وبعثها إلى السلطان ملك شاه مع ابنه زعم الرؤساء فوصل أصفهان في شوال سنة ثمان وسبعين وأربعمائة وسار فخر الدولة كوهرايين إلى بغداد وكان قد بعث عسكرا لحصار جزيرة ابن عمر فحصروها وثار بها أهل بيت من أعيانها يعرفون ببني رهان وفتحوا بابا صغيرا للبلد كان منفذا للرجالة وأدخلوا العسكر منه وملكوه بدعوة السلطان ملك شاه وانقرضت دولة بني مروان ولحق منصور بن نظام الدين نصر بن نصير الدولة بالجزيرة وأقام في إيالة الغز ثم قبض عليه جكرمش وحبسه بدار يهودي فمات بها سنة تسع وثمانين وأربعمائة والبقاء لله وحده.

.الخبر عن دولة بني الصفار ملوك سجستان المتغلبين على خراسان ومبادي أمورهم وتصاريف أحوالهم.

كان أهل هذه الدولة قوما اجتمعوا بنواحي سجستان ونصبوا لقتال الخوارج الشراة بتلك الناحية عندما اضطربت الدولة ببغداد لقتل المتوكل وسموا أنفسهم المتطوعة وكان اجتماعهم على صالح بن نصر الكناني ويقال له صالح المتطوعي وصحبه جماعة منهم درهم بن الحسن ويعقوب بن الليث الصفار وغلبوا على سجستان وملكوها ثم سار إليهم طاهر بن عبد الله أمير خراسان وغلبهم عليها وأخرجهم منها ثم هلك صالح أثر ذلك وقام بأمره في المتطوعة درهم بن الحسن فكثر أتباعه وكان يعقوب بن الليث قائده وكان درهم مضعفا فتحيل صاحب خراسان عليه حتى ظفر به وبعثه إلى بغداد فحبس بها واجتمع المتطوعة على يعقوب بن الليث قائده وكان درهم يكاتب المعتز يسأله ولايتها وأن يقلده حرب الخوارج فكتب له بذلك وأحسن الغناء في حرب الشراة وتجاوزه إلى سائر أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم سار من سجستان إلى خراسان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وعلى الأنبار ابن أوس فجمع لمحاربة يعقوب وسار إليهم في التعبية فاقتتلوا وانهزم ابن أوس وملك يعقوب هراة وبوشنج وعظم أمره وهابه صاحب خراسان وغيرها من الأطراف.